هبة من الله (البلتاجى)

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
هبة من الله (البلتاجى)

منتدى العلمى والثقافى وترفيهى و دين


    إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا

    كتكوت
    كتكوت
    عضواساسى
    عضواساسى


    عدد الرسائل : 686
    العمر : 34
    نقاط : 0
    تاريخ التسجيل : 10/08/2008

    إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا Empty إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا

    مُساهمة من طرف كتكوت الثلاثاء سبتمبر 02, 2008 3:13 pm

    لاتتسرعوا فى الحكم على الأشياء حتى لا تندموا وعندئذ لن يفيد
    الندم إلا الحسرة والندامة .

    فجأة ... والصمت يصطحب الظلام فى أحد المناطق ... دوت صرخة كالطلقة
    شرخت جدران هذا السكون ...
    [img:52be]http://www.leblover.com/vb/images/smilies/020104_emM2_prv[1].gif[/img:52be][img:52be]http://www.leblover.com/vb/images/smilies/020104_emM2_prv[1].gif[/img:52be][img:52be]http://www.leblover.com/vb/images/smilies/020104_emM2_prv[1].gif[/img:52be]

    إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا

    وخلال دقائق كان الشارع الهادئ يضج بالبشر يجرون فى كل الشوارع بحثا عن هذه
    المرأة التى تستغيث .. وبعد أن أعياهم البحث عن مصدر الصوت والإستغاثة استوقف
    بعضهم أن الصوت صادر من مدرسة ثانوية للبنات فسارع الرجال يتسلقون جدران المدرسة
    وذهبوا حيث الفصول الدراسية ... وعقدت الدهشة حركتهم عندما اكتشفوا أن الإستغاثة
    صادرة من أحد الفصول المغلقة ... وبشهامة أبناء البلد قرر الشباب تحطيم باب الفصل
    لمعرفة ما وراءه ... وما أن فتح الباب حتى فوجئوا بفتاة ترتدى الزى المدرسى وتجلس على
    الأرض تبكى بكاء هيستيريا ... نظرت إليهم تكاد لا تتبين ملامح وجوههم ... ثم غرست
    وجهها بين يديها مرة أخرى


    إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا Wen

    فحملوها وخرجوا بها إلى أقرب مستشفى حيث تبين أنها أصيبت بشلل نصفى مفاجئ
    وتم إخطار الشرطة والنيابة الذى انتقل رئيسها إلى المستشفىواطلع على التقارير
    الطبية عن حالة الفتاة ... ثم جلس معها بمفرده يسألها عما حصل ؟؟؟
    قالت الفتاة بصوت متهدج : لقد كنت أجلس فى الفصل مع زميلاتى بالصف الثالث
    الثانوى نستمع إلى شرح الأستاذ { س } فى الحصة الأخيرة وأنا أكره هذا الأستاذ
    لأنه يعتقد أنه وسيم وأن كل الطالبات معجبات به أما أنا ... ورغم قبحى ... كنت
    أعامله بجفاء دون زميلاتى وفى نهاية الحصة وبعد أن دق الجرس تسابقت زميلاتى فى
    الخروج وبينما أهم باللحاق بهن استوقفنى الأستاذ فى الفصلوقال لى أريد أن أتحدث معك
    فوجئت به يسمعنى كلمات عن جمالى وأناقتى ... وسألته باندهاش : ماذا تقول يا أستاذ ؟
    أجابنى بصوت حالم : إنى أحبك وأريدك ... وحاول تمزيق ملابسى .. قاومته .. أحسست فى
    عينيه بالشر ... حاولت منعه بكل ماأوتيت من قوة ... توسلت إليه أن يتركنى .. ثم .. أحسست
    بالإغماء ...
    توقفت الفتاة عن حديثها المتصل دون توقف ... ثم انهمرت من عينيها الدموع ... خرج رئيس
    النيابة وهو يفكر فيما قالته الفتاة وتوجه إلى مكتبه وأرسل فى استدعاء الأستاذ { س }
    ثم واجهه بما قالت الطالبة ... عقد لسانه ... لم يصدق نفسه ... أقسم بالله أنه لم يفكر
    فيها يوما ولم يلتفت إليها .. بل ولم يتحدث إليها أبد ا لأنه كان يشعر أنها فتاة معقده تنفر
    من زميلاتها .
    وأمام اصراره لم يجد رئيس النيابة إلا أن يصدر قراره بحبسه 4 أيام ... لأنه إعتاد دائما أن
    كل المتهمين ينكرون إرتكابهم للجرائم .
    فى الصباح توجه رئيس النيابة إلى منزل الفتاة قرر أن يعرف طبيعتها فى البيت من خلال
    أسرتها ... استوقفه فى البداية جمال شقيقتيها ... إنه جمال صارخ على عكسها تماما
    إختلى بأمها .. سألها عن إبنتها ... قالت له : إنها منطوية ... قليلة الكلام ... تحاول أن
    تلفت الأنظار إليها بتفوقها فى المدرسها ... علاقتها سيئة بشقيقتيها وهما صغيرتان
    كانتا يعيرانها بقبحها ... ليست لها صديقة واحدة .
    إنصرف رئيس النيابة وكأنه قد اكتشف شيئا ما ... توجه إلى المستشفى على الفور
    ودخل إلى حجرة الفتاة .. وقال لها بلهجة حادة : لقد اكتشفت الحقيقة .. فزعت الفتاة
    لم تجب ... تلعثمت ... سألت بصوت متقطع : الحقيقة ؟!!! .. من أين عرفت ؟!!! ابتسم
    قائلا : منك طبعا ... سيذهب الأستاذ للمحكمة وسيأخذ أقصى عقوبة بسبب اتهامك له
    وبالرغم من اتهامك له إلا أنه يؤكد إنك إنسانة رقيقة ومتفوقة وكان سعيد ا بتفوقك ولكنه
    كان يخشى أن يخبرك بذلك ... بدت السعادة على وجه الفتاة ... وهنا ابتسم رئيس
    النيابة وكأنه تأكد من شكوكه ... وسألها : لماذا اتهمت الأستاذ هذا الإتهام الذى كاد أن
    يدمر حياته ؟؟؟
    أحست الفتاة أنها أصبحت عارية أمامه وأن أمرها افتضح وقبل أن تتحدث طمأنها رئيس
    النيابة بأن ما سيدور من حديث سيكون سرا بينهما ولن يعرفه أى إنسان ولن يوجه إليها
    أية إتهام ... قالت الفتاة : وهى تنتقل بعينيها بين جدران الغرفة البيضاء : منذ بدأت أعى
    الحياة أشعر أننى منبوذة من الجميع ... الكل يدلل شقيقتاى ويحضر لهما الحلوى
    ويتجاهلانى .. وكانوا دائما يسألون أمى : من أين أتيت بهذه البنت {{ القبيحة }} ؟
    وعندما كبرت ودخلت المدرسة إزدادت مأساتى .. فزميلاتى يحكين لى كلمات الإطراء
    التى تنهال على أسماعهن من الشباب ... بينما كان نصيبى أنا السخرية والتحقير
    حتى هذا الأستاذ الذى أعجبت به كان يهتم بزميلاتى ويهملنى ... كرهته هو الآخر
    خاصة عندما حاولت التحدث معه فتجاهل حديثى .
    ويوم الحادث كان الأستاذ يشرح درسا لم أسمع منه وعندما أوشكت الحصة على
    الإنتهاء وأحسست أننى أروح فى عالم آخر ... دق الجرس وإنصرف الجميع دون أن
    يلتفت لى ... ذهبت فى غيبوبة ولم أفق إلا على ظلام .. أصبت بفزع شديد .. أهذا
    إضطهاد آخر من الجميع ... صرخت بأعلى صوتى ضد كل العالم ... وعندما سقطت على
    الأرض واكتشفت عجزى عن الوقوف ...
    قررت أن أنتقم من هذا المجتمع فى صورة الأستاذ الذى تمنيت أن يحنو على يوما...
    توقفت الفتاة عن الحديث ... وقبل أن ينصرف رئيس النيابة ... نادت عليه الفتاة وقالت :
    وعلى شفتيها إبتسامة سخرية :

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أكتوبر 06, 2024 12:25 pm